عضة الكلب
قصة محمود البدوى
فى شتاء عام 1964 نقل طبيب الأسنان الدكتور
" حسن بهجت " من القاهرة إلى وحدة صحية فى الريف ..
وكان الطبيب الشاب على عكس الأطباء الذين
هم فى سنه .. والذين ينقلون من المدينة إلى الريف دون رغبة .. ودون تمهيد .. فيشعرون
بالمرارة والضيق النفسى والقلق .. كان على عكسهم تماما .. فقد شعر بالبهجة .. والتفتح
النفسى والتطلع الواسع .. وكان فى أعماقه يتوق إلى هذه التجربة الحية .. إلى العيش
فى قلب الريف .. مادام قد عاش إلى هذه اللحظة مدنيا صرفا .. ليخرج بشىء لايجد مثله
فى الكتب .
ولما كان غير متزوج فقد أقام فى السكن المخصص
له بالوحدة .. وكانت القرية التى تقع فيها الوحدة من القرى الكبيرة والمواصلات إليها
سهلة .. فهى قريبة من محطة السكك الحديدية .. ومن الطريق العام لسيارات الأجرة .. وأهلها
وادعون مسالمون يشتغلون بالزراعة وتجارة المواشى .. وفيها سوق كبير يتجمع فيه أهل القرى
المجاورة فى يوم الإثنين من كل أسبوع .. ويتبادلون السلع بكل الوانها وأشكالها ..
***
ولاحظ الطبيب الشاب شيئا فى المرضى الذين
يترددون على الوحدة .. شيئا لم يلتفت إليه أولا .. ثم شد انتباهه بعد أن برز بوضوح
كطلعة الشمس ..
لاحظ ندبة فى الصدغ الأيمن من كل رجل يدخل
الوحدة .. ورأى أن الندبة برزت وأصبحت كالدمل المقروح فى وجوه الرجال فقط .. ولم يرها
فى وجوه النساء والأطفال ..
وأدركه العجب وخرج يمشى على جسر القرية
وبين دروبها ليتأكد مما شاهد فوجد الندبة ظاهرة فى وجوه الرجال .. وبارزة بوضوح ..
واضطر بعد هذا التعميم أن يسأل أحد مرضاه عن سببها فعرف أنها عضة كلب .
ودخل شيخ البلد العيادة فرآه الطبيب وفى
صدغه العضة .. فسأله فى استغراب :
ـ حتى أنت ياشيخ على ..؟
ـ حتى أنا يادكتور .. لم يترك الكلب رجلا
فى القرية إلا عضه .
ـ الرجال فقط ..؟
ـ أجل .. وبفراسة شديدة .. اختار الرجال
لفعلته وترك النساء والأطفال .. لم يقترب من أحد من هؤلاء .
ـ ومتى حدث هذا ..؟
ـ منذ أكثر من سنتين .. وبنظام وترتيب
.. بدأ بالذين فى البيوت والدروب ثم خرج إلى الغيطان .. وكان يثب كالليث .. ويتخطى
الحواجز .. ولم يعض إنسانا مرتين أبدا .. فعلها مرة واحدة .
ـ وقتلتموه ..؟
ـ أبدا .. لقد كان فى ضراوة الأسد وشدة
بأسه .. فمن الذى يجرؤ على الاقتراب منه .. إنه هو الذى كان يستطيع قتلنا .. ولكنه
اكتفى منا بترك هذه العلامة .
ـ وهل لايزال فى القرية ..؟
ـ أبدا .. خرج فى ليل ولم نعد نراه ..
وشغلت هذه الظاهرة العجيبة بال الطبيب
.. واستغرقت كل تفكيره .. وكلما مشى على الجسر وشاهد الفلاحين العائدين بدوابهم من
الغيطان .. والسائرين فى الدروب وعلى وجوههم نفس الندبة فى الصدغ الأيمن يتعجب ويتساءل
.. قد يكون كلبا مسعورا ككل الكلاب المسعورة .. انتابته حالة سعار من مرضه .. ولكن
لماذا التعميم والتخصص ..؟ أهو شيطان فى جسم كلب ..؟
وأخذ الطبيب يسأل الموظفين فى الوحدة وزملاءه
الذين جاءوا إلى القرية فى زمن قبله .
فعلم أنهم هبطوا القرية ووجدوا أهلها على
هذه الصورة .. ولم يشغلهم الأمر أو يستلفت نظرهم لأنهم ظنوها خلقة طبيعية .. ومنهم
من سمع أنها عضة كلب .. ومرت الأيام وألف من فى الوحدة هذه الوجوه على حالها .
***
ولكن الدكتور بهجت .. ظل فى حيرة من أمر
هذه الظاهرة .. وتعجب كيف تكون عند الكلب هذه القدرة على ترك هذه العلامة فى رجال القرية
جميعا أمام سطوته ..؟ وهم يعرفون أنه يطاردهم فى كل مكان .. قد تكون عضة واحدة فى صدغ
رجل واحد وانتقلت بالتصور إلى جميع الوجوه .
***
وأخيرا قرر الطبيب أن يصلى الجمعة فى مسجد
القرية الذى يجمع صورا مختلفة من أهلها .. الشيوخ والشبان .. ليتأكد من هذه العلامة
الغريبة .. ولما دخل المسجد رأى الندبة برسمها وحجمها على وجوه المصلين جميعا .
وخرج المصلون من الجامع .. واختار الطبيب
أكبر المصلين سنا .. وكان شيخا وقورا ..
مال به الطبيب إلى جلسة تحت المحراب وسأله
وهو يشير إلى صدغه :
ـ وهل هذه الندبة عضة كلب أيضا .. ياشيخنا
الكبير ..؟
ـ أجل .. يادكتور ..
ـ إنه شيطان إذن مادام يعض الصالحين المتوضئين
من أمثالك ..
ـ إنه ليس بشيطان .. إنه نذير ..
ـ وهل إذا رأيت الكلب تعرفه ..؟
ـ بالطبع أعرفه .. وكل القرية تعرفه ..
لقد كان من كلاب القرية .. وأخذه " عبد الجابر السحلاوى " وأصبح من زمرة
كلابه .. إلى أن حدث ما حدث واختفى الكلب بعدها ..
ـ وما السبب الذى أهاج الكلب .. لقد سألت
الكثيرين فلم أعرف السبب الحقيقى .. الأقوال متضاربه ..
ـ الناس يشعرون بالخجل يادكتور .. من تصرفاتهم
.. عقدة الذنب .. استقرت فى أعماقهم .. فمنعتهم من الكلام .. لأن فى التصريح بالكلام
ورواية الحقيقة عارا .. وعارا أبديا .. على أهل الريف .. أهل الريف الذين عاشوا طول
عمرهم يتعاونون فى السراء والضراء .. ويغيثون الجار ويدافعون عن المظلوم .. ولكنهم
تغيروا الآن يادكتور .. وانقلب حالهم .. وتسلطت عليهم الأنانية فى بشاعة .. حتى لاتجد
فيهم من مروءة الرجال من يذوذ عن امرأة مسكينة .. لقد اقتص الكلب من أنانيتهم وانشغال
كل منهم بحاله .. غافلا عن حالة أخيه .. مادام لايصيبه من أمرها مكروه .. فكر فى السلامة
لنفسه .. ولم يفكر فى سلامة الآخرين الذين يعيشون بجواره وفى حضن قريته وزمامها ..
لقد كان " عبد الحافظ " مدرسا
فى المدرسة الاعدادية بالقرية .. وغريبا عن أهل القرية .. جاء ليهديهم ويعلم أبناءهم
.. ولكنهم خذلوه فى خسة وضعف .. أشفق المسكين على حالهم عندما رأى " السحلاوى
" يستولى على ريع السوق ويتاجر فى سماد الجمعية المخصص لهم .. ويسرق قوتهم وقوت
عيالهم .. ويسيطر على كل شىء بنفعية وتسلط .. فحرك الفلاحين ليقفوا فى وجهه .. ويطالبوا
بحقهم .. ولكنهم تخاذلوا فى ضعف مشين ..
وطلب منهم أن يشتكوه لمن يرد لهم حقهم المسلوب
.. ولكنهم كانوا يعرفون بالخبرة أن الشكوى لاتنفع وسترتد إلى صدورهم .. فسكتوا ..
ولم يرض " عبد الحافظ " بهذا
وكتب هو الشكاوى بلسانهم .. ولكن الشكاوى كانت تموت لسطوة " السحلاوى " وكثرة
معارفه من ذوى النفوذ ..
وعلم .. " السحلاوى " .. أن كاتب
هذه الشكاوى هو " عبد الحافظ " .. وفكر فى الانتقام منه سريعا ..
وكان " عبد الحافظ " لأنه أعزب
.. وليس من أهل القرية قد اختار مضيفة الحاج " حسانين " القريبة من المدرسة
كمنزل إقامة ..
وكانت المضيفة قريبة من حوش البهائم الخاصة
" بالسحلاوى " ومن منزله .. وعند " السحلاوى " كلاب شرسة مدربة
على الحراسة ونهش من يقترب من البهائم .. وكل من سار فى الليل واقترب من حوش
" السحلاوى " ومنزله يخافها لشراستها .. وكان " السحلاوى " لايريد
اغتيـال المدرس الغريب مواجهة وإنما فكر فى تعذيبه وإذلاله .
وفى ليلة من ليالى الصيف أطلق عليه وهو
نائم كلبا من كلابه الشرسة .. وشاءت إرادة الله أن يعرف الكلب " عبد الحافظ
" ويحفظ له صنيعه عنده .. فقد أطعمه " عبد الحافظ " ذات ليلة من ليالى
الشتاء الشديدة البرودة .. وأواه فى المضيفة .. وكان الكلب وقتها طريدا شريدا .
وعرفه الكلب .. فنام بجواره يحرسه بدلا
من أن ينهش لحمه .. وجن جنون السحلاوى عندما رأى " عبد الحافظ " لم يمس بسوء
.. وما كان يفعله مستخفيا .. أخذ يفعله علانية وهو فى حالة هياج .. فأخذ يضرب الكلب
.. ويطلقه على المدرس .. ولكن الكلب لم يستجب له اطلاقا .. فرأى أن يضع مع الكلب كلبا
آخر ليحرضه على افتراس المدرس المسكين الذى أخذ يستغيث بأهل القرية فلم يغثه أحد
.. كانوا مشغولين بحالهم .. ويخافون من بطش " السحلاوى " فتخاذلوا عن غوث
الغريب .
وأخذ " السحلاوى " بعين الوحش
يرقب ما يجرى أمامه ولكن .. خاب فأله .. فقد افترس الكلب الأول الكلب الثانى وألقاه
جثة هامدة .
ولمح " السحلاوى " عين الشر فى
عين الكلب الأول فلم يقترب منه وإنما قرر أن يقتله بمسدسه .
وفى اللحظة التى فكر فيها أن يفعل هذا كان
الكلب الأول قد وثب عليه وألقاه على الأرض .. بعد أن عضه فى صدغه تلك العضة .. ووضع
فى وجهه تلك العلامة المميزة ..
وارتعب " السحلاوى " وغشى عليه
.. ولما أفاق كان الكلب قد خرج من القرية ..
ولكنه عاد إليها وأخذ يعض الرجال من أهلها
بالصورة التى رأيتها فى وجوههم .
وبعد هذه الحادثة لفق " السحلاوى
" تهمة للمدرس المسكين ونقله من القرية ..
وسافر " السحلاوى " ليعالج نفسه
من عضة الكلب وطال غيابه ..
وصمت الشيخ قليلا ليرى أثر حديثه فى وجه
الطبيب الشاب ثم قال :
ـ هذه هى قصة " العضة " التى
تراها فى وجوهنا يادكتور " بهجت " وأرجو أن تساعدنا أنت وزميلك الجراح على
إزالتها ..!
ـ مع الأسف ياحاج .. لاأستطيع ذلك .. لاأنا
.. ولا زميلى الجراح ..
ـ كيف .. يادكتور .. كيف ..؟
ـ لأنها من عملكم وخصائص نفوسكم .. ومتى
تغيرتم ستزول ..
ـ بغير جراحة ..؟!
ـ بغير جراحة ..
وشكر الدكتور " بهجت " الشيخ
الكبير على حديثه .. وأخذ طريقه إلى الوحدة ، وهو يفكر فى طريقة عملية ليخرج الخوف
من نفوس هؤلاء المساكين الذين أصابهم الكلب بهذه الوصمة .. وتمنى أن يرى " السحلاوى
" والكلب والمدرس وبعد هؤلاء الثلاثة سيعالج الخوف بطريقته .
***
ومع دوامة الحياة تصور " عبد الحافظ
" أنه نسى ما حدث له .. ولكن تصوره كان خاطئا .. فقد كان الجرح عميقا وضاربا فى
أعماق النفس .
وذهب يسأل عن " السحلاوى " فعلم
أنه مات .. ومات مع قوته الانتقام .. ونسى عبد الحافظ ما حل ولكنه فوجىء بعد ذلك بمن
يخبره أن " السحلاوى " حى وفى بلده .. فأشعلت فى نفسه جذوة الانتقام التى
حسبها تحولت إلى رماد .. وقرر أن يغتاله فى نفس المكان الذى عذبه وأذله فيه .. نفس
المضيفة .
وركب القطار إلى القرية بعد أن تسلح ..
ووصل إلى بساتينها ساعة العصر .. ورأى أن يظل فى البستان إلى الساعة التى يختارها فى
الليل للتحرك .
وبعد وصوله بأقل من ساعة شاهد جنازة طويلة
تتجه إلى المقابر القريبة من البساتين .. فسأل عنها .. وعلم أنها جنازة " السحلاوى
".
وتعجب وقال لنفسه :
ـ مات " السحلاوى " فى اليوم
الذى قصدته فيه .. ما أعجب الدنيا بتصاريفها ..
وتعجب أكثر من طول الجنازة وعرضها .. فقد
خرج وراءه رجال القرية جميعا .
وردد لنفسه :
ـ إنهم يخافونه ميتا .. أكثر مما يخافونه
حيا ..
***
ودخل " عبد الحافظ " فى خط الجنازة
مع الرجال .. وتلفتوا بأصداغهم التى عضها الكلب .. وتهامسوا ..
ـ جاء المدرس .. يشترك فى الجنازة .. ونسى
ما فعله فيه ..
ـ إنه نبيل ..
وفجأة اضطربت الصفوف المتراصة الواجمة
.. ورفعت رؤوسها المنكسة .. وصاح الرجال :
ـ الكلب .. الكلب ..
وأصابهم الذعر .. ووضعوا النعش على الأرض
.. وانطلقوا يمينا وشمالا فى الغيطان يسابقون الريح ..
ونظر " عبد الحافظ " فوجد الكلب
واقفا على القنطرة التى سيعبر منها الرجال إلى المدافن .. إنه نفس الكلب ولكنه تضخم
أكثر وغدا أشبه بالأسد فى ضراوته ..
تقدم " عبد الحافظ " نحوه بثبات
وناداه :
ـ تعال .. يامبروك .. تعال إلى صاحبك
..
واتجه الكلب إليه بعد أن عرفه .. وهو يحرك
ذنبه فرحا بلقاء صاحب قديم ..
ووضع " عبد الحافظ " يده على
رأس الكلب ومسح على ظهره بنعومة .. وطوقه بذراعيه .. ثم أشار إليه بأن يبتعد ..
فانسحب الكلب وهو يشيع صاحبه بنظرة لم تصدر
مثلها من إنسان ..
وانحنى " عبد الحافظ " على النعش
ليحمله .. وشجعت هذه الحركة الرجال .. فعادوا إلى الجنازة من جديد ..
عادوا وهم يشعرون أن حركة الكلب قد فعلت شيئا فيهم لم يدركوه بعد .. وهم يتحركون فى صمت .. والمدرس الغريب بينهم وفى رأس الصفوف ..
مختبر سرديات المنصورة shared apost.
7 hrs
عن الراحل الكبير محمود البدوي
1908..........1986
رائد القصة القصيرة في مصر والعالم العربي:
ولد محمود البدوى فى قرية الأكراد مركز
أسيوط في الرابع من شهر ديسمبر سنة 1908 .
*كان والده عمدة القرية ، ووالدته ابنة
عبد المنعم التونى عمدة قرية إتليدم مركز ملوى بمحافظة المنـيا
"وكانت القرية تقع فى آخر حدود مديرية
أسـيوط ".
*توفيت والدته وهو فى السابعة من عمره،
وكانت هى فى الثلاثين.
* قضى طفولته كلها فى الريف حتى حصل على
شهادة الابتدائية من مدرسة أسيوط.
*التحق بالمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة
وكان حريصا على قضاء كل إجازاته مع الفلاحين.
*التحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية إبان
عمادة الدكتور طه حسين لها، وترك الدراسة وهو فى السنة الثالثة قسم اللغة الإنجليزية
وآثر أن يثقف نفسه تثقيفا ذاتيا ، فقرأ الأدب القديم والحديث ، والآداب الأجنبية بلغتها
الأصلية.
*دخل الحياة الأدبية لأول مرة من خلال نقل
الآداب الأجنبية إلى اللغة العربيـة ، ونشرها فى مجلة الرسالة التى كان يصدرها الأستاذ
أحمد حسن الزيات منذ السنة الأولى لصدورها عام 1933 .
*سافر إلى أوربا الشرقية قبل الحرب العالمية
الثانية عام 1934 وعاد من هذه الرحلة متفتح المشاعر للكتابة وكتب رواية قصيرة باسم
"الرحيل".
ساهم اسهاما حقيقيا فى التعبير عن آمال
الشعب فى تغيير واقعه منذ صدور قصته الرحيل عام 1935 .
*تناول حياة الريف والفلاحين وصور طباع
أهل الصعيد وأخلاقهم فى محاولة منه للنفوذ إلى أعماق الفلاح المصرى وتبرير تخلفه وما
يعانيه من قسوة الاقطاع .
وبلغت قصصه التى كتبها عن الريف والفلاحين
فى الصعيد تسعة وثمانون قصة .
*أدى دوره الوطنى بكتابة بعض القصص القصيرة
فى المناسبات الوطنية والكفاح ضد الاستعمار الإنجليزى وحروب 1948 و 1956 و1967 و
1973.
كتب ما يزيد على 389 قصة نشرت جميعها بالصحف
والمجلات المصرية بالإضافة إلى المجلات المتخصصة كالرسالة والقصة والثقافة والأديب
والهلال والمجلة والعصور والرواية ، ولا يدخل فى هذا الحصر القصص التى نشرها بالصحف
والدوريات العربية حيث لم نتمكن من حصرها " أنظر الببليوجرافيا الملحقة بكتاب
سيرة محمود البدوى .. بقلم على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى .. مكتبة مصر 2002
" و " محمود البدوى والقصة القصيرة بقلم على عبد اللطيف .. مكتبة مصر
2001"
·صور بعض قصصه خلال رحلاته فى أوربا واليونان
وتركيا ورومانيا والمجر والهند والصين وهونج كونج واليابان وسوريا وبانكوك وروسيا والجزائر
والدنمرك ، وهى البلاد التى حركت مشاعره وأثر أهلها فى عقله ووجدانه .
له كتاب واحد فى أدب الرحلات عن رحلته إلى
الصين واليابان وهونج كونج "مدينة الأحلام " ( الدار القومية للطباعة والنشر
1963).
·كان كثير الأسفار فقد طاف بأوربا وآسيا
وبعض البلاد العربية والافريقية فى رحلات ثقافية وغير ثقافية وانعكس أثر هذه الأسفار
عليه ككاتب يؤمن بالإنسان ويهتم به فى كل بقاع الأرض وصوره فى كتاباته .
أطلق عليه بعض النقـاد والدارسين لقب
" تشيكوف العرب " ولقب " راهب القصة القصيرة " ولقب "فارس
القصة القصيرة "وآخر من لقبه بلقب تشيكوف القصة المصرية هو الأديب العالمى نجيب
محفوظ فى الحوار الذى أجرى معه بصحيفة القدس العربى بعددها الصادر فى 3|1|2004
·الكاتب العربى الوحيد الذى تقابل مع العالم
النفسى الشهير " سيجموند فرويد " فى النمسا أثناء زيارته لها فى سنة
1934 والتصق به فترة غير قصيرة " من كتاب محمود البدوى والقصة القصيرة .. للكاتب
على عبد اللطيف .. الناشر مكتبة مصر 2001 " ومن كتاب " سيرة محمود البدوى
للكاتبين على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى ومن تقديم الدكتور عبد الحميد إبراهيم
.. الناشر مكتبة مصر 2002 "
جوائز الدولة:
*منح ميدالية الإنتاج الأدبى والفنى من
المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب لمساهمته بقلمه فى معركة بور سعيد عام 1956 .
*منح جائزة الجدارة فى الفنون عام 1978
.
*منح جائزة الدولة التقديرية فى الآداب
عام 1986 .
*منح اسمه بعد وفاته وسام العلوم والفنون
من الطبقة الأولى عام 1988 .
مبررات منحه جائزة الدولة التقديرية فى
الآداب سنة 1986 وفقا لما ورد بالكتاب التذكارى الذى يتضمن تاريخا شاملا للجائزة منذ
إنشائها سنة 1958 "مطبعة هيئة الآثار المصرية 1991 ص 101 و102"
أوجه النشاط:
أصدر عشرين مجموعة قصص قصيرة " حاليا
خمسة وعشرون مجموعة "
عضو مجلس إدارة نادى القصة
عضو دائم بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة
عضو شعبة الأدب بالمجالس القومية المتخصصة
وعضو لجنة القصة بها
مارس الإبداع فى القصة القصيرة منذ عام
1935 حتى كاد يصبح المتخصص الوحيد فيها
أهم ما يميز قصصه القصيرة:
-عبرت قصصه القصيرة عن الواقع المصرى تعبيرا
صادقا من خلال رؤيته غير المتحزبة أو المتعصبة التى تشوبها التطلعات وتفسدها الأهواء
والمطامع ، فقد تناول الواقع تناولا عاطفيا شاعريا .
-لا يركن فى قصصه على أحداث لها خصوصيتها
ولا على صور لها طرافتها . وقد اختار معظم أحداث قصصه من الريف المصرى فى اقليم الصعيد
بتقاليده وأخلاقيات الناس فيه والعلاقات السائدة بينهم .
-كان دائم المقارنة بين حياة الفلاح المصرى
وبين حياة الفلاح فى كل بلد يزورها كرحلاته إلى اليونان وتركيا ورومانيا والمجر والهند
والصين وهونج كونج وروسيا .
-أول كاتب قصة قصيرة عبر عن حياة عمال التراحيل
ومعاناتهم من أجل الحصول على لقمة العيش .
-صور جانبا من الحياة فى اللوكاندات والبنسيونات
وهو لون من الحياة لم يشاهده المصريون ولم يقرأوا عنه كثيرا ، فقد وجد مجالا خصبا لتصوير
قطاع من الحياة المستترة والغريبة على مجتمعنا وما يدور فيها بعيدا عن أعين العاديين
من الناس وخاصة الطبقات الكادحة التى لا تعلم عن هذه الأشياء شيئا .
-فى بعض قصصه نزوع نحو النقد الاجتماعى
ونقد الواقع بواسطة اختيار بعض الأحداث الجزئية التى تكشف عن عيوب أو قصور .
-يساير فى قصصه القصيرة المجتمع فى تطوره
فلا يقف جامدا عند حد تصور الماضى وإنما هو يصور المجتمع الجديد فى قصصه ويكشف عن مدى
احساسه بما حدث فيه من تحول ، ويلاحظ هذا فى قصصه التى كتبها بعد عام 1956 وهو يركز
على القيم الجديدة والعلاقات الجديدة .
-التزم بالقالب الفنى للقصة القصيرة .
- ترجمت قصصه إلى اللغات الألمانية والمجرية
والفرنسية والروسية ،
كما أن المستشرق المجرى جرمانوس أعد دراسة
عن كتاب القصة المصرية وتناول فيها أدب محمود البدوى .
وفاته:
توفى فى 12 فبراير 1986 .
مكتبته الخاصة:
فى شهر سبتمبر من عام 1999 أهدت إبنته ليلى
ووالدتها "تحت إشراف كاتب هذه السطور" مكتبته الخاصة للهيئة العامة لدار
الكتب والوثائق القوميـة، وهى تضم مجموعات قيمة من الكتب الأدبية ودواوين الشعر والروايات
والقصص العربية والأجنبية ، وكذلك جميع الكتب المهداة بخط زملائه الأدباء " من
أمثال يحيى حقى ويوسف السباعى و محمود تيمور ونجيب محفوظ وثروت أباظه ويوسف ادريس و
نوال السعداوى وسيد قطب ونعمان عاشور وعبد الرحمن الشرقاوى وفاروق خورشيد وابراهيم
المصرى وجميلة العلايلى ونهاد شريف ويوسف القعيد وصبرى موسى وفتحى سلامة وأمين يوسف
غراب وسعد حامد ومحمد صدقى ……وآخرين " ولتكون هذه المكتبة وما فيها تحت نظر الباحثين
والدارسين فى فنون الأدب .
"وضعت المكتبة بقاعة المكتبات المهداه
بالدور السابع من مبنى الهيئة بكورنيش النيـل بالقاهرة "
قالوا عن البدوى:
الأديب العالمى نجيب محفوظ " صحيفة
المساء المصرية 16|2|1986 " يمتاز عن جميع الأدباء بأنه وهب نفسه لفن واحد هو
القصة وجعل منه وسيلته فى التعبير عن الحياة والناس ، وكان ذلك يعنى أنه على ثقة من
هذا الفن ، لم يعتمد إلا على موهبته وبالعمل .. وللأسف فإنه نظير كل ما أعطى لم يجن
سوى الجفاء .. إذ يعتبر أقل الأدباء حظا من النقد والتقدير "
الأديب والشاعر عبد الرحمن الشرقاوى
" البرنامج التليفزيونى أوتوجراف وصحيفة الجمهورية المصرية 10|8|1977 " رائدى
فى كتابة القصة القصيرة وتأثيره علىّ فى مطلع حياتى الأدبية هو الأستاذ الكبير محمود
البدوى الذى يعتبر بحق أول رائد للقصة القصيرة ". " من أولى خصائص القصاص
الرائد محمود البدوى هى كبرياؤه الشديد وعزوفه عن الوقوف بأبواب هؤلاء المسئولين ليطلب
منهم شيئا ".
ومن مقدمة كتاب أحلام صغيرة .. العدد رقم
100 سلسلة كتب للجميع 1956 يقول عبد الرحمن الشرقاوى " 00000 أشرقت تجربة محمود
البدوى تضىء أمام العين والفكر والقلب كثيرا من آفاق حياتنا المصرية المعاصرة ، وشعت
من كلماته تلك الحرارة التى تعطى الدفء والنبض لكثير من الأشياء الصغيرة التافهة
!..
فإلى محمود البدوى الكاتب الجسور الذى علمنى
منذ نشر مجموعته " رجل " فى سنة 1935 كيف أحب حياة الناس البسطاء وكيف أهتـز
لما فيها من روعة وعمق وشعر ".
يحيى حقى : " صحيفة الأخبار المصرية
19|2|1986 " لم أر مؤلفا يخلص لفنه بمثل هذه المثابرة والإيمان مع التواضع الشديد
وعزوفه التام عن الاشادة باسمه أو التعريف بفضله 00000 وقد كنت أذهب لزيارته وهو موظف
بوزارة المالية فأجد على وجهه امارات الصبر والخشوع وكان ذلك فى الخمسنيات تقريبا
".
فؤاد دواره " كتاب فى القصة القصيرة
1966 " " إذا أردنا أن نعدد أفضل خمسة كتاب قصة قصيرة فى أدبنا الحديث ،
فلا شك أن محمود البدوى سيكون واحدا منهم ".
·رستم كيلانى "صحيفة الأهرام
6|2|1986" قال عنه أستاذى محمود تيمور أن محمود البدوى فى معظم انتاجه يرتقى إلى
القمة التى تربع عليها تشيكوف".
·يوسف القعيد " صحيفة الأسبوع المصرية
14|10|2003 "رحم الله محمـود البـدوى الذى ظلم حيـا وظلمنـاه ميتـا".
مؤلفات محمود البدوى
·الرحيل .. رواية قصيرة .. ديسمبر 1935
.. المطبعة الرحمانية بالخرنفش بالقاهرة
·رجل .. مجموعة قصصية .. ابريل 1936 ..المطبعة
الرحمانية بالخرنفش بالقاهرة
·فندق الدانوب .. مجموعة قصصية .. سبتمبر
1941 مطبعة النهار بالقاهرة
·الذئاب الجائعة .. مجموعة قصصية .. سبتمبر
1944 مكتبة مصر ومطبعتها
·العربة الأخيرة .. مجموعة قصصية ..يونيه
1948 .. مكتبة مصر ومطبعتها
·حدث ذات ليلة .. مجموعة قصصية .. نوفمبر
1953 دار مصر للطباعة
·العذراء والليل .. مجموعة قصصية ..فبراير
1956 كتب للجميع العدد 99 دار الجمهورية
·الأعرج فى الميناء .. مجموعة قصصية ..
1958 الكتاب الفضى
·الزلة الأولى .. مجموعة قصصية .. يولية
1959 الكتاب الذهبى .. دار روز اليوسف
·غرفة على السطح .. مجموعة قصصية .. مايو
1960 الكتاب الذهبى دار روز اليوسف
·حارس البستان .. مجموعة قصصية .. 1961
الكتاب الماسى ـ الدار القومية للطباعة والنشر العدد 28
·زوجة الصياد .. مجموعة قصصية .. 1961 الكتاب
الماسى ـ الدار القومية للطباعة والنشر العدد 21
·ليلة فى الطريق .. مجموعة قصصية .. سبتمبر
1962 الكتاب الذهبى مؤسسة روز اليوسف
·الجمال الحزين .. مجموعة قصصية ..
1962 الكتاب الماسى ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ العدد 51
·عذراء ووحش .. مجموعة قصصية .. مايو
1963 الكتاب الذهبى
·مدينة الأحلام .. أدب الرحلات .. 1963
الدار القومية للطباعة والنشر
·مساء الخميس .. مجموعة قصصية .. يونية
1966 الكتاب الماسى
ـ الدار القومية للطباعة والنشر ـ العدد
157
·صقر الليل .. مجموعة قصصية .. 1971 كتاب
اليوم ـ مؤسسة أخبار اليوم
·السفينة الذهبية .. مجموعة قصصية ..
1971 دار الشعب
·الباب الآخر .. مجموعة قصصية .. 1977 الهيئة
المصرية العامة للكتاب
·صورة فى الجدار .. مجموعة قصصية ..
1980 دار غريب للطباعة بالقاهرة
·الظرف المغلق .. مجموعة قصصية .. 1980
دار غريب للطباعة بالقاهرة
·السكاكين .. مجموعة قصصية .. 1983 دار
غريب للطباعة بالقاهرة
·عودة الابن الضال .. مجموعة قصصية ..
1993 دار الشعب
·قصص قصيرة .. مجموعة قصصية .. 2000 المجلس
الأعلى للثقافة
·الغزال فى المصيدة .. مجموعة قصصية .. 2002 نادى القصة
تعليقات
إرسال تعليق