طارق إمام
(طعنة
الواقع.. دم المنام)
(1)
هل
كان نجيب محفوظ ليكتب "أحلام فترة النقاهة" لو لم يتلقّ طعنة الغدر في
عنقه؟ عنوان كتابه هو من يجيب
بـ"لا"، فلولا الطعنة ماكانت النقاهة، وما انهمرت، من ثمّ، الأحلام التي
تحوَّلت لكتاب محفوظ الأخير. كان بمستطاع محفوظ أن يُبعد شبح الواقعة عن عنوان
أحلامه، خاصةً وأن حلماً واحداً لم يتعرض لها بشكل مباشر، لكنه شاء أن يربط نصه
الأخير بمحاولة تصفيته، حفرها فوق لافتته، ليرد الطعنة بطريقته، وليُبقي البحث عن
الوصمة أفقاً في آخر كتبه.
في
منتصف تسعينيات القرن الماضي، بالتحديد في أكتوبر من العام 1994، كان الرجل يخطو
نحو عامه الرابع والثمانين، ربما كان يفكّر بالموت الموشك، الآمن كما حدس، على
سريره، دون أن يتوقع وجود من يدخرون له حقداً قديماً، واتتهم الفرصة أخيراً كي
يترجموه في طعنة تلقتها تجاعيدُ عنقٍ منهك بغية نحره على الملأ.
كان
محفوظ قد تحول إلى رمز أكثر منه كاتب ينتظر الناس جديده. حصل على نوبل، وكأنما
أغلق قوس حياته، ومنحه الإعلام صك "الأديب العالمي"، بمذاق "الأديب
الراحل". كان يُتِم الذكرى السادسة لحصوله على الجائزة، دون كتاب جديد، سنوات
بدا أنها قد تطول للأبد، بسبب شيخوخته، وبسبب "لعنة نوبل" الوهمية. وكان
آخر ما أصدر محفوظ كتابين، ينتميان لعقد سابق، هما رواية "قشتمر"
ومجموعة "الفجر الكاذب" واللتين صدرتا عام 1988، عام حصوله على الجائزة.
في
تلك الفترة الحرجة كان النظامُ المصري يخوض حرب نهاية القرن ضد الإسلاميين، حرباً
استخدم فيها التنوير غطاء واهياً لخدمة مهمته "الأمنية". كان يوفر
بالتنوير مشروعية زائفة لحربه، بينما لم يوفر غطاء للتنويريين أنفسهم، قُتِل فرج
فودة، ونُكِّل بنصر أبو زيد، وفي ذلك السياق جرت محاولة اغتيال محفوظ.
وبالاقتراب
من الحركة الأدبية، كانت ثمة حرب أخرى، هدفها السلطة المحفوظية نفسها. عندما ظهرت
أحلام فترة النقاهة، كان الواقع الأدبي المصري التسعيني يمور بصراعات شرسة، بولع
في تجاوز مقتضيات بائدة للنوع: ثمة قصيدة ناهضة تمارس نزقها بتحول جارف للنثر،
وبالتوازي تتململ القصة، تنحو نحو الشعر، تحاول تخفيف التشخيص لصالح قدر من
التجريد، وتضيق بالحكاية الكبيرة لصالح المحكيات الصغرى. ظهرت الأحلام المحفوظية
متسقة مع ذلك التململ، في أفقها الشعري، وقوامها التجريدي، بمحكياتها الخاطفة
كلسعات برق، ونزوعها التلغرافي للاختزال، واتكائها على البلاغة المشهدية،
وانفصالها عن نص المحاكاة الواقعي التقليدي.
هل
كان محفوظ يقدم اقتراحه الجمالي مواكباً للمشهد الجديد، ومتجاوزاً نفسه مرةً أخرى
بإدراكٍ للحظة الأدبية التي كتب في مناخها؟ إجابتي الشخصية هي نعم.
كانت
"أصداء السيرة الذاتية" قد حملت بعض هذه السمات، إلا أنها لم تجرؤ على
الشطط نفسه، كانت نصاً أكثر تردداً، سواء في شجاعة الاعتراف الذاتي أو في شجاعة
الالتفات الكامل لنصٍ متحرر من أسر محفوظ نفسه:أول أسرى النص المحفوظي.
بالمقابل،
مدّت "أحلام فترة النقاهة" الخيط لآخره، لتقدم وجهاً جديداً تماماً
لمحفوظ: كاتب الأقصوصة، السوريالي، المتململ من نفسه.
(2)
محفوظ
هو من فاجأ الجميع بمحاولة اغتياله، التي أعادته في الحقيقة للحياة، حرفياً
ومجازياً، فتذكَّر الكثيرون، كأنما فجأة، أنه ما يزال يتنفس، بدليل دامغ: أنه عرضة
لأن يُقتل. واقعة الدم المهدر جاءت كإفاقة للمتحدثين عن لعنة وهمية للجائزة كلعنة
الفراعنة، وعاد محفوظ ليُذكِّر الجميع أنه ليس بالرجل الذي لا خطر عليه أو منه.
أثبت بعدها أنه حي، بأربعة كتب، اختتمها بواحد من أعمق نصوصه تجريباً وانفلاتاً.
صنع
محفوظ نصاً مفتوحاً على احتمالات شتي، لا نهائية في الحقيقية، ذلك أنها تتحقق بعدد
قرائها (مفسري أحلامها) وفي ظني فإن هذه التجربة هي أعمق كتب محفوظ انفتاحاً علي
التأويل الخالص.
ثمة في "أحلام فترة النقاهة" انحياز
كامل للحلم، للامعقولِه وعبثه، لدغله السوريالي، أتى كردٍ وحيد علي واقعة دموية
خلقتها ذهنية وحشية، صار بمقتضاها الشروعُ في القتل منطقاً يجد من يبرره. إنه ختام
مفارق لمحفوظ، الروائي، بتحوّله إلي كاتب أقاصيص نهم، ولمحفوظ الواقعي، أو حتى
الوجودي أو الرمزي، كسوريالي خالص يكتب نصاً قوامه الأوتوماتية.
في
"أحلام فترة النقاهة" حقق محفوظ تصوره المتكامل عن
"الأقصوصة"، ذلك الشكل الفني الكثيف، الذي لم تعرفه من قبل روح القصة
القصيرة المحفوظية، الأقرب إلى الطول. (بين أيدينا 239 أقصوصة، هي الغلة النهائية
للأحلام، حسب طبعة دار الشروق الرابعة). النصوص قصيرة جداً، بعضها لا يتجاوز
الأسطر الثلاثة، وأطولها لا يتجاوز الصفحة. وثمة سمات فنية محددة وَسَمت الأداء
السردي: لغة متخلصة من المجازات الجزئية لصالح المجاز المشهدي، تحاكي فقط ما تبغي
توصيله كرؤيا، لذا فهي تبدو بريئة في ظاهرها، لا تعرف سوى ما تحوِّله من مشهد مرئي
لمشهد مكتوب. انتقال حر بين الأزمنة والأماكن لكن بسلاسة، فهذا هو منطق الحلم،
استبعاد شبه كامل للوصف الخارجي للأشخاص والأماكن، واختزال تلغرافي يصل أحياناً
إلى اختزال كامل للمشاركين في الحلم، حد أننا يمكن أن نطالع تعبيراً مثل "كان
ثلاثتنا"، دون أن يوضح السارد ماهية صحبه، أو "كانت" دون أن نعرف
بالضبط ماهية الأنثى. هناك أيضاً تفصيلة شديدة الأهمية من وجهة نظري، تخص استخدام
علامات الترقيم، فالفاصلة بطل على حساب النقطة، وهو التفات عميق لطبيعة لغة الحلم،
حيث لا تنتهي الجملة، بل تتصل. النقطة علامة واعية، تُتم معنى جزئياً مكتملاً
لتبدأ آخر، وهي علامة تنظيم يهيمن عليها الوعي، أما الفاصلة فتلائم العبارات
المتصلة وإن لم تبد كذلك، ذلك أن اتصالها في الحلم إجباري. تحضر في السياق نفسه أدوات
العطف، فكل مشهد في المنام معطوف بالضرورة على سابقه: "رأيتني في شارع
الأحباب بالعباسية ووجدت سماءها خالية من البدر، ولكن تسطع ببعض النجوم، ووجدت
الهواء نقياً والماء عذباً على حين ينعم الشارع بهدوء عميق وصوت يغني: زوروني كل
سنة مرة!". إن حلماً كهذا ليس إلا نموذجاً نستطيع تعميمه، ففي هذا المقطع لا
وجود لنقطة، في عالم لا يخضع لقانون الخط المستقيم، بل إن حتى الفواصل تستخدم في
أضيق الحدود.
في
المجمل، تبدو كل أقصوصة طاقة إيحائية وحسب، كأن ذلك مرادها، وفي النهاية يصير
المشهد جدارية ضخمة من الفسيفساء، مفتوحة على التأويل.
الأحلام، على جانب آخر، هي كتاب محفوظ المفتوح،
فقد ظل يضيف إليها ما استطاع سبيلاً، ما يجعل من كل طبعة منها طبعة مزيدة، ومنقحة،
وهو ما لم تعرفه الكتابة المحفوظية من قبل. تبدو الأحلام وكأنها بالفعل كتاب محفوظ
الأخير، الناقص على الدوام، الذي يضيف إليه لكنه لا يغادره في الحقيقة لكتابٍ آخر.
(3)
في أحلام فترة النقاهة، يحقق محفوظ أشد نصوصه
انزياحاً عن النص الواقعي، باعتماده الأحلام واقعاً وحيداً، لم يعبأ حتى بتفسيره.
تكمن صعوبة نقل عالم الأحلام في تفصيلة
رهيفة، فمنطق المستيقظ هو الذي يتقمص وعي الحالم، لذا، كثيراً ما قرأنا أحلاماً
تخلت عن جوهرها، فصارت ابنة للواقع، مغلفة فقط بقناع هش من الغرابة، يكفي نزعه
لنجد أنفسنا في الحقيقة أمام نفس النص الواقعي، مكتسبةً بنية منطقية، وتاركةً
خيطاً دلالياً رئيسياً يسهل تتبعه بغية "التفسير" وليس حتى "التأويل".
لكن ما فطن له محفوظ، في ظني، هو ضرورة كتابة
الحلم بسيولته وارتباكه، وبوجدان النائم لا المستيقظ. يبدأ محفوظ ببداية الحلم،
حتى لو لم تكن بداية المحكية،، ويتوقف بتوقفه، فيضع نقطة من حيث انتظرنا أن يكمل،
(ذلك أننا نقرأ أيضاً بوعي المستيقظ وليس بمنطق الشريك في حلم)، ومن حيث يوجد خيط
يستطيع الكاتب المحترف مده، كان محفوظ يبتر ضوء التفسير في آخر النفق.
احتفت أحلام فترة النقاهة بالنهايات المبتورة،
المفاجئة، لم يجهد الوعي المستيقظ نفسه في التسلط علي وعورتها وعدم اتساقها. بدا
لي محفوظ حريصاً علي أن تكون أحلامه المكتوبة أحلاماً مرئية، كأنما كتبتها يد
النائم في لحظة الرؤيا نفسها.
ذهب
محفوظ بمنطق الحلم إلى آخره. أحيانا ينطوي حلم واحد على حبكتين متباعدتين كان يمكن
أن تنفصما في حلمين، لكنه الإصرار على تأكيد منطق الحلم حتى لو تشوشت البنية
المتوقعة. في الحلم رقم 13 مثلاً، نواجه حبكتين: "هذا هو المطار، جوه يموج
بشتى الأصوات واللغات، وكن قد فرغن من جميع الإجراءات ووقفن ينتظرن، اقتربت منهن
وقدمت إلى كل منهن وردة في قرطاس فضي وقلت: مع السلامة والدعاء بالتوفيق. فشكرنني
باسمات وقالت إحداهن: إنها بعثة شاقة ونجاحنا يحتاج إلي أعوام وأعوام. فأدركت ما
تعني وغمر الألم قلبي وتبادلنا نظرات وداع صامتة ولاحت لأعيننا مرات الزمان الأول.
وتحركت الطائرة وجعلتُ أتابعها بعيني حتى غيبّها الأفق، وحال عودتي إلي بهو المطار
لم أعد أذكر إلا رغبتي في الاهتداء إلى مكتب البريد". هنا تُبتر حبكة لتبزغ
محكيةٌ أخري: "وكأنني ما جئت إلا لهذا الغرض وحده، وسمعت صوتاً يهمس: أنت
تريد مكتب البريد؟ فنظرت نحوه ذاهلاً فرأيت فتاة لم أرها من قبل فسألتها عن هويتها
فقالت بجرأة: أنا بنت ريا. لعلك ما زلت تذكر ريا وسكينة؟ فقلت وذهولي يشتد: إنها
ذكرى مرعبة. فرفعت منكبيها وسارت وهي تقول: إن كنت تريد مكتب البريد فاتبعني،
فتبعتها بعد تردد غاية في العنف".
الحلم
داخل الحلم، متاهة أخري شيدها السارد أكثر من مرة. عندما يحلم شخص بأنه يحلم، فإنه
في الحقيقة يصنع مستويين داخل حلمه، فيصير الحلم الإطار هو الواقع الذي يتضمن
الحلم، أو الأحلام الأخري المُضمّنة أو المولّدة. هنا، يصبح طموح الاستيقاظ
مرادفاً للعودة إلى الحلم الأول، وليس للواقع خارج المنام. ووفق هذه الرؤية، يتخلى
الحلم الإطاري عن قدر من الغرابة لصالح الحلم الذي يحيل إليه، فمستوى الغرابة يجب
أن يشتد بالإيغال في طبقات الحلم.. حد أن الحلم الإطاري يصبح بديلاً للواقع
الخارجي.
(4)
تبدو أحلام النقاهة، في مفارقة فادحة، نقضاً
كاملاً لأفق النقاهة، لا تساعد هذه الأحلام على استشفاء، ليست واحة على هامش جحيم
اليقظة، لكنها في الحقيقة جحيم مواز.
من
يقرأ الأحلام يستطيع أن يتلمس سوداويتها، احتفاءها بالأشلاء والدماء والمسوخ،
شوارعها المقفرة الشاحبة المظلمة وشخوصها المتحولة، وحدة الحالم ووحشته في عالم من
الأنقاض.. لوحة جيرنيكا شاسعة من الأشلاء، الموزعة على الصفحات.
ثمة
حضور فادح للغرق، حيث الحالم في مركب أو سفينة، لا يجد للنجاة طوقاً. البيت، بخلاف
المتوقع، مرتبط دائماً بالخوف، والجوع والعطش، سواء أكان بيت الطفولة أو الشيخوخة
أو "شقة الإسكندرية"، كل بيوت الحالم تحضر متداعية، مهددة.
"المدرس"، شبح متكرر، على اختلاف أسماء الأساتذة وتخصصاتهم، تتوافد
أشباحهم بامتداد الأحلام، دائماً لتؤنب، لتعاقب، لتخرج الحالم من لحظة غرام أو
سكينة لواقع موجود داخل الحلم، مُحيلةً جميعها للسلطة الأبوية البطريركية، السلطة
نفسها التي شرعت في اغتيال محفوظ لخروجه على النص.
أيضاً
هناك حضور واضح لأنثي، تتعدد وتتغير صفاتها لكنها تبقي الحبيبة التي يفشل الحالم
أبداً في الوصال معها، لتظل شريكةً غير موجودة تُعمِّق الفقد.
لفت
نظري أن السارد/ الحالم دائماً ما يخضع للمراقبة. يسيطر عليه هاجس الشخص الذي
يتتبعه، ليسرقه أو يقتله، بل إنه يهرب منه ليفاجأ به في بيته. هذه
"التيمة" تتكرر في أحلام عديدة، ما إن تختفي حتى تعود للظهور في حلم
جديد، وكأنها الهم الرئيسي للحالم/ الهارب. على مستوى أعمق، نحن أمام الشخص الذي
لم يعد يستطيع المشي وحده، حتى في شوارع ناسه. إنه المجاز الأكبر، وفق تصوري، لما
تعرض له محفوظ في الواقع: محفوظ المراقَب، المتبوع بعيون كل رقابة: "تواصلت
أحياء الجمالية والعباسية وأنا أسير وكأنني أسير في مكان واحد. وخيّل إليّ أن
شخصاً يتبعني، فالتفتُ خلفي ولكن الأمطار هطلت بقوة لم نشهدها منذ سنين ورجعت إلى
مسكني مهرولاً. وشرعتُ أخلع ملابسي، ولكن شعوراً غريباً اجتاحني بأن شخصاً غريباً
مختف في المسكن، واستفزني استهتاره، فصحت به أن يسلم نفسه، وفُتح باب حجرة
الاستقبال وبرز رجل لم أر مثيلاً في مساحته وقوته وقال بهدوء وسخرية سلم أنت نفسك.
وملكني إحساس بالعجز والخوف وأيقنت أن ضربة واحدة من يده كفيلة بسحقي تماماً، أما
هو فأمرني بتسليمه محفظتي ومعطفي وكان المعطف يهمني أكثر ولكني لم أتردد إلا
قليلاً وسلمته المعطف والمحفظة.. ودفعني فألقاني أرضاً، ولما قمت كان قد اختفى
وتساءلتُ هل أنادي وأستغيث؟"
في
حلم ثان: "خمسة انقضوا علي شاهرين المطاوي فسلبوا نقودي وفروا بسرعة مذهلة،
ولكن بعض ملامحهم انطبعت على ذاكرتي ومنذ وقوع هذا الحادث تجنبتُ المشي منفرداً في
الشوارع الجانبية".
وفي
حلم ثالث، يتخذ المتتبع ضمير الجمع، فيصير الحالم الفرد، متبوعاً بـ
"جماعة": "خُيِّل إليّ أن آخرين يتبعونني، ونظرتُ خلفي فرأيت عن
بعد جماعة قادمة مُلوِّحة بأيديها في الهواء. فأوسعتُ الخطى حتي أخذت في
الجري".
لم
يستغث الحالم أبداً، واكتفى بادخار ألمه، مثلما اكتفى المستيقظ، ربما لأن كل ألم
تعقبه بالضرورة نقاهة، قادرة بمناماتها على رد الصفعة!
إذا كانت وحشية الواقع خلقت دغل الحلم، فهل لعبت
الشيخوخة، واليد المنهكة شبه العاجزة، دوراً في صياغة الحبات الصغيرة للأحلام على
هذا "الشكل"؟ هل كان محفوظ "مضطراً" لذلك التكثيف، الاختزال،
حتى لو كان يملك رغبة مخلصة، لكن وجدت ضالتها في اضطرارها؟ السؤال مفتوح، لكني
ألتفتُ للعلاقة غير الملموسة بين ما يمليه ظرف الواقع وما تقتضيه الكتابة، علاقة
الأدب بالواقع لا تتوقف فحسب علي قدر إحالته له من عدمه، لكن في شروط ، أو قيود،
تحتاج إلى التفات عميق لتحويل حيرة العجز إلى إلهام تقني.
شخصياً،
لا أستطيع نسيان خط اليد المرتعشة، عندما كنتُ أقرأ الأحلام متفرقة قبل جمعها في
كتاب: يد مغدورة، مرتعشة، يد ذاهبة إلي التراب، شعرتُ بحروفها المشوشة التي كأنما
ارتدت إلى طفولتها، تُطابق شكلانياً جوهر المكتوب نفسه.
تعليقات
إرسال تعليق